أخذته الساعة وأدعيه فقول من يصدق قولي أو قولك فافتداه منه ببرذون اختاره له .
وحدثني الهشامي قال سمع علي بن هشام قدام المأمون من قلم جارية زبيدة صوتا عجيبا فرشا لمن أخرجه من دار زبيدة بمائة ألف دينار حتى صار إلى داره وطرح الصوت على جواريه ولو علمت بذلك زبيدة لاشتد عليها لو سألها أن توجه به ما فعلت .
وحدثني يحيى بن علي بن يحيى المنجم عن أبيه قال لما صنعت متيم اللحن في قوله .
( فلا زلن حَسْرى ظُلَّعاً لِمْ حَمَلْنها ... ) أُعجب به علي بن هشام وأسمعه إسحاق فاستحسنه وقال من أين لك هذا فقال من بعض الجواري فقال إنه لعريب ولم يزل يستعيده حتى قال إنه لمتيم فأطرق .
وكان متحاملا على المغنين شديد النفاسة عليهم كثير الظلم لهم مسرفا في حط درجاتهم وما رأيته في غنائه ذكر لعلويه ولا مخارق ولا عمرو بن بانة ولا عبد الله بن عباس ولا محمد بن الحارث صوتا واحدا ترفعا عن ذكرهم منتصبا لهم وذكر في آخر الكتاب قوله .
( فلا زِلْن حَسْرَى ظُلّعاً لِمْ حَمَلْنها ... إلى بلد ناءٍ قليل الأصادق ) ووقع تحته لمتيم .
وذكر آخر كل صوت في الكتاب ونسب إلى كل مغن صوته غير مخارق وعلويه وعمرو بن بانة وعبد الله بن عباس فما ذكرهم بشيء