( ما أُرانِي اِلاَ سأهجرُ من ليس ... يَراني أَقْوَى على الهِجْرانِ ) .
( قد حَدَا بي إلى الجفاء وفائي ... ما أضرَّ الوفاءَ بالإِنسان ) قال فخرجت إليه من وقتها ورضيت .
وحدثني الهشامي قال كانت متيم تحبني حبا شديدا يتجاوز محبة الأخت لأخيها وكانت تعلم أني أحب النبق فكانت لا تزال تبعث إلي منه فإني لأذكر في ليلة من الليالي في وقت السحر إذا أنا ببابي يدق فقيل من هذا فقالوا خادم متيم يريد أن يدخل إلى أبي عبد الله فقلت يدخل فدخل ومعه إلي صينية فيها نبق فقال لي تقرئك السلام وتقول لك كنت عند أمير المؤمنين المعتصم بالله فجاؤوه بنبق من أحسن ما يكون فقلت له يا سيدي أطلب من أمير المؤمنين شيئا فقال لي تطلبين ما شئت قالت يطعمني أمير المؤمنين من هذا النبق فقال لسمانة اجعل من هذا النبق في صينية واجعلوها قدام متيم فأخذته وذللته لك وقد بعثت به إليك معي ثم دفعت إلي دراهم وقالت هب للحراس هذه الدراهم لكي يفتحوا الدروب لك حتى تصير به اليه .
ثم حدثنا الهشامي قال بعث علي بن هشام إلى إسحاق فجاء فأخرج متيم جاريته إليه فغنت بين يديه .
( فلا زِلْن حَسْرَى ظُلّعاً لِمْ حَمَلْنها ... إلى بلد ناءٍ قليل الأصادق ) فاستعاده إسحاق واستحسنه ثم قال له بكم تشتري مني هذا الصوت فقال له علي بن هشام جاريتي تصنع هذا الصوت وأشتريه منك قال قد