لها مشرفة على الطريق وهي تغني هذا الصوت وتطرحه على جواري علي بن هشام فتقدم إلى المنظرة وهو على دابته فتطاول حتى أخذ الصوت ثم ضرب باب المنظرة بمقرعته وقال قد أخذناه بلا حمدك .
وقال ابن المعتز وحدثت أن المأمون سأل علي بن هشام أن يهبها له وكان بغنائها معجبا فدفعه بذلك ولم يكن له منها ولد فلما ألح المأمون في طلبها حرص علي على أن تعلق منه حتى حبلت ويئس المأمون منها فيقال إن ذلك كان سببا لغضبه عليه حتى قتله .
وحدثني سليمان الطبال أنه رأى متيم في بعض مجالس المعتصم يمازحها ويجبذ بردائها .
وحكى علي بن محمد الهشامي قال أهدي إلى علي بن هشام برذون أشهب قرطاسي وكان في النهاية من الحسن والفراهة وكان علي به معجبا وكان إسحاق يشتهيه شهوة شديدة وعرض لعلي بطلبه مرارا فلم يرض أن يعطيه له فسار إسحاق إلى علي يوما بعقب صنعة متيم فلا زلن حسرى فاحتبسه علي وبعث إلى متيم أن تجعل صوتها هذا في صدر غنائها ففعلت فأطرب إسحاق إطرابا شديدا وجعل يسترده فترده وتستوفيه ليزيد في إطرابه إسحاق وهو يصغي إليها ويتفهمه حتى صح له ثم قال لعلي ما فعل البرذون الأشهب قال على ما عهدت من حسنه وفراهته قال فاختر الآن مني خلة من اثنتين إما أن طبت لي نفسا به وحملتني عليه وإما أن أبيت فأدعي والله هذا الصوت لي وقد أخذته أفتراك تقول إنه لمتيم وأقول إنه لي ويؤخذ قولك ويترك قولي قال لا والله ما