وبعث إلى بني بغيض ومحارب بن فهر عبد الله بن نهيك أحد بني مالك بن حسل وبعث إلى بني عامر بن عبد مناة خالدا .
فوافاهم خالد بماء يقال له الغميصاء وقد كان خبره سقط إليهم فمضى منهم سلف قتله بقوم منهم يقال لهم بنو قيس بن عامر وبنو قعين بن عامر وهم خير القوم وأشرفهم فأصيب من أصيب فلما أقبل خالد ودخل المدينة قال له النبي خالد ما دعاك إلى هذا قال يا رسول الله آيات سمعتهن أنزلت عليك قال وما هي قال قول الله عز ذكره ( قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنينَ وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ ) وجاءني ابن أصرم فقال لي إن رسول الله أن تقاتل فحينئذ بعث رسول الله .
أخبرنا محمد بن خلف وكيع قال حدثنا سعيد بن أبي نصر قال حدثنا سفيان بن عيينة عن عبد الملك بن نوفل بن مساحق عن رجل من مزينة يقال له ابن عاصم عن أبيه قال بعثنا رسول الله سرية وأمرنا ألا نقتل أحدا إن رأينا مسجدا أو سمعنا أذانا قال وكيع وأخبرني أحمد بن أبي خيثمة قال حدثنا إبراهيم بن بشار الرمادي قال حدثنا سفيان بن عيينة عن عبد الملك بن نوفل عن ابن عاصم هذا عن أبيه بهذا الحديث قال فبينا نحن نسير إذا بفتى يسوق ظعائن فعرضنا عليه الإسلام فإذا هو لا يعرفه فقال ما أنتم صانعون بي إن لم أسلم قلنا نحن قاتلوك قال فدعوني ألحق هذه الظعائن فتركناه فأتى هودجا منها وأدخل رأسه فيه وقال اسلمي حبيش قبل نفاد العيش فقالت وأنت فاسلم تسعا وترا وثمانيا تترى وعشرا أخرى