كان السيد جاري وكان أدلم وكان ينادم فتيانا من فتيان الحي فيهم فتى مثله أدلم غليظ الأنف والشفتين مزنج الخلقة وكان السيد من أنتن الناس إبطين وكانا يتمازحان فيقول له السيد أنت زنجي الأنف والشفتين ويقول الفتى للسيد أنت زنجي اللون والإبطين فقال السيد .
( أَعاركَ يومَ بِعْناه رَبَاحٌ ... مشافرَه وأنفَك ذا القبيحَا ) .
( وكانت حِصّتي إبطَيَّ منه ... ولوناً حالكاً أمسى فَضُوحا ) .
( فهل لك في مُبَادَلَتِيكَ إبْطِي ... بأنفك تَحمدُ البيعَ الرَّبيحا ) .
( فإنّك أقبحُ الفتيان أنْفاً ... وإبْطِي أنتنُ الآباط رِيحا ) .
بعض من هجائه ومدحه وغزله .
أخبرني أحمد قال حدثني شيبان قال مات منا رجل موسر وخلف ابنا له فورث ماله وأتلفه بالإِسراف وأقبل على الفساد واللهو وقد تزوج امرأة تسمى ليلى واجتمع على السيد وكان من أظرف الناس وكان الفتى لا يصبر عنه وأنفق عليه مالا كثيرا وكانت ليلى تعذله على إسرافه وتقول له كأني بك قد افتقرت فلم يغن عنك شيئا فهجاها السيد وكان مما قال فيها .
( أقول يا ليتَ ليلى في يَدَيْ حَنِقٍ ... من العداوة منْ أعدى أعاديها ) .
( يعلو بها فوق رَعْنٍ ثم يَحْدِرها ... في هُوّة فَتَدهْدى يومَها فيها ) .
( أوليتَها في غِمار البحر قد عصفت ... فيه الرِّياح فهاجت من أوَاذِيها ) .
( أوليتَها قُرِنَت يوماً إلى فرسِي ... قد شُدَّ منها إلى هاديه هادِيها )