وطالبه بإقامتها عند سوار فلما حضر عنده وشهد قال له ألم أعرفك وتعرفني وكيف مع معرفتك بي تقدم على الشهادة عندي فقال له إني تخوفت إكراهه ولقد افتديت شهادتي عندك بمال فلم يقبل مني فأقمتها فلا يقبل الله لك صرفا ولا عدلا إن قبلتها وقام من عنده ولم يقدر سوار له على شيء لما تقدم به المنصور إليه في أمره واغتاظ غيظا شديدا وانصرف من مجلسه فلم يقض يومئذ بين اثنين ثم إن سوارا اعتل علته التي مات فيها فلم يقدر السيد على هجائه في حياته لنهي المنصور إياه عن ذلك ومات سوار فأخرج عشيا وحفر له فوقع الحفر في موضع كنيف وكان بين الأزد وبين تميم عداوة فمات عقب موته عباد بن حبيب بن المهلب فهجا السيد سوارا في قصيدة رثى بها عبادا ودفعها إلى نوائح الأزد لما بينهم وبين تميم من العداوة ولقربهم من دار سوار ينحن بها وأولها .
( يا مَنْ غدا حاملاً جُثمانَ سوّارِ ... من داره ظاعناً منها إلى النارِ ) .
( لا قدّس اللهُ رُوحاً كان هيكلَها ... فقد مضتْ بعظيم الخِزْي والعار ) .
( حتى هَوَتْ قَعْرَ بُرْهُوتٍ مُعَذَّبةً ... وجسمُه في كنيف بين أقذار ) .
( لقد رأيتُ من الرحمن مُعْجِبةً ... فيه وأحكامُه تجري بمقدار ) .
( فاذهَبْ عليك من الرحمن بَهْلَتُه ... يا شرَّ حيٍّ براه الخالقُ الباري ) .
أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهري قال حدثني علي بن محمد البقال قال حدثنا شيبان بن محمد الحراني وكان يلقب بعوضة وصار من سادات الأزد قال