فقام مغضبا من مجلسه وكتب إلى سوار رقعة فيها يقول .
( إن سوّار بن عبد اللَّه ... من شرِّ القضاة ) فلما قرأها سوار وثب عن مجلسه وقصد أبا جعفر المنصور وهو يومئذ نازل بالجسر فسبقه السيد إليه فأنشده .
( قل للإِمام الذي يُنْجَى بطاعته ... يوم القيامة من بُجْبُوحة النار ) .
( لا تَستعِينَنْ جزاك الله صالحةً ... يا خير من دَبّ في حكمٍ بَسوّار ) .
( لا تَسْتَعِنْ بخبيث الرأي ذي صَلَفٍ ... جَمّ العيوب عظيم الكِبْر جبّار ) .
( تُضْحِي الخصومُ لديه من تجبّره ... لا يَرفعون إليه لحظ أبصار ) .
( تِيهاً وكبْراً ولولا ما رفعتَ له ... من ضَبْعه كان عينَ الجائِع العاري ) ودخل سوار فلما رآه المنصور تبسم وقال أما بلغك خبر إياس بن معاوية حيث قبل شهادة الفرزدق واستزاد في الشهود فما أحوجك للتعريض للسيد ولسانه ثم أمر السيد بمصالحته .
وقال إسحاق بن محمد النخعي حدثني عبد الله بن محمد الجعفري قال حدثني محمد بن عبد الله الحميري قال دخل السيد على المهدي لما بايع لابنيه موسى وهارون فأنشأ يقول .
( ما بالُ مَجْرَى دمْعِكَ الساجِمِ ... أمِنْ قَذًى بات بها لازِمِ )