قال إسحاق وسمعت العتبي يقول ليس في عصرنا هذا أحسن مذهبا في شعره ولا أنقى ألفاظا من السيد ثم قال لبعض من حضر أنشدنا قصيدته اللامية التي أنشدتناها اليوم فأنشده قوله .
( هل عند من أحببتَ تَنْوِيلُ ... أم لا فإن اللَّومَ تَضْليلُ ) .
( أم في الحشى منك جوىً باطِن ... ليس تُداويه الأباطيلُ ) .
( عُلِّقتَ يا مغرورُ خَدّاعةً ... بالوعد منها لك تَخْيِيلُ ) .
( رَيَّا رَدَاح النوم خَمْصانة ... كأنها أَدْماءُ عُطْبول ) .
( يَشفيك منها حين تخلو بها ... ضمٌّ إلى النحر وتَقْبيل ) .
( وَذوْقُ ريقٍ طيّبٍ طعمُه ... كأنه بالمسك مُعْلولُ ) .
( في نِسوةٍ مثلِ المَهَا خُرَّدٍ ... تَضِيق عنهنّ الخلاخيلُ ) يقول فيها .
( أُقسم بالله وآلائِه ... والمرءُ عمّا قال مسؤول ) .
( إنّ عليّ بن أبي طالب ... على التُّقَى والبِرِّ مَجْبول ) .
فقال العتبي أحسن والله ما شاء هذا والله الشعر الذي يهجم على القلب بلا حجاب .
في البيتين الأولين من هذه القصيدة لمخارق رمل بالبنصر عن الهشامي وذكر حبش أنه للغريض وفيه لحن لسليمان من كتب بذل غير مجنس .
أخبرني عمي قال حدثني محمد بن داود بن الجراح قال حدثني إسحاق