( فلم يكن عند ظنّي في أمانته ... والظنّ يُخْلَف والإِنسانُ يُخْتَبَر ) .
( أضاع مهري ولم يُحسن ولايتَه ... حتى تبيّن فيه الجَهْدُ والضّرر ) .
( عاتبتُه فيه في رفق فقلتُ له ... يا صاحِ هل لك من عذر فتعتذِر ) .
( فقال داءٌ به قِدْماً أضَرّ به ... وداؤه الجوعُ والإِتعاب والسفر ) .
( قد كان لي في اسمه عنه وكُنْيتِه ... لو كنتُ مُعْتَبِراً ناهٍ ومُعْتَبَر ) .
( فكيف ينصحني أو كيف يحفظني ... يوماً إذا غِبتُ عنه واسمه عمر ) .
( لو كان لي وَلَدٌ شتّى لهم عددٌ ... فيهم سميُّوه إن قلّوا وإن كثُروا ) .
( لم ينصحوا لي ولم يُبْقُوا عليّ ولو ... ساوى عديدَهمُ الحَصْباءُ والشجرُ ) .
نصيحته للمهدي .
قال وحدثني أبو سليمان الناجي قال جلس المهدي يوما يعطي قريشا صلات لهم وهو ولي عهد فبدأ ببني هاشم ثم بسائر قريش فجاء السيد فرفع إلى الربيع رقعة مختومة وقال إن فيها نصيحة للأمير فأوصلها إليه فأوصلها فإذا فيها .
( قُل لابن عَبّاسٍ سَمِيِّ محمدٍ ... لا تُعْطِينّ بني عَدِيّ درهَما ) .
( اِحْرِمْ بني تَيْم بن مُرّةَ إنهم ... شرُّ البريّة آخراً ومُقَدَّما ) .
( إن تُعْطِهمْ لا يشكروا لك نعمةً ... ويكافئوك بأن تُذَمّ وتُشْتما ) .
( وإنِ ائتمنتهمُ أو استعملتَهم ... خانوك واتّخذوا خَراجك مَغْنما ) .
( ولئن منعتَهمُ لقد بدأوكمُ ... بالمَنْع إذ ملكوا وكانوا أظلما )