( وأسنانٌ كرِيشِ البَطّ ... بين أصولها عَفَنُ ) .
قال فضحكا وبكت المغنية حتى قلت قد عميت وما انتفعنا بها بقية يومنا وشاع هذان البيتان فكسدت من أجلهما وكانت إذا حضرت في موضع أنشدوا البيتين فتجن ثم هربت من سر من رأى فما عرفنا لها بعد ذلك خبرا .
قال جعفر وحدثنا أبو العيناء أنه حضر هذا المجلس وحكى مثل ما حكاه محمد .
حدثني عمي قال حدثني يزيد بن محمد المهلبي قال سألت حسين بن الضحاك ونحن في مجلس المتوكل عن سنه فقال لست أحفظ السنة التي ولدت فيها بعينها ولكني أذكر وأنا بالبصرة موت شعبة بن الحجاج سنة ستين ومائة .
حدثني الصولي قال حدثني علي بن محمد بن نصر قال حدثني خالي يعني أحمد بن حمدون قال أمر المتوكل أن ينادمه حسين بن الضحاك ويلازمه فلم يطق ذلك لكبر سنه فقال للمتوكل بعض من حضر عنده هو يطيق الذهاب إلى القرى والمواخير والسكر فيها ويعجز عن خدمتك فبلغه ذلك فدفع إلي أبياتاً قالها وسألني إيصالها فأوصلتها إلى المتوكل وهي .
( أمَا في ثمانين وفّيتُها ... عَذِيرٌ وإن أنا لم أعْتَذرْ ) .
( فكيف وقد جُزتُها صاعداً ... مع الصّاعدين بتِسْع أُخَر )