المعتصم مع المغنين منعه الصبوح وجمع له مثل ما يشرب نظراؤه فإذا كان الغبوق سقاه إياه جملة غيظا عليه فيضج من ذلك ويسأل أن يترك حتى يشرب مع الندماء إذا حضروا فيمنعه ذلك فقال فيه حسين بن الضحاك وفي حاتم الريش الضراط وكان من المضحكين .
( حُبّ أبي جعفر للغَبُوق ... كقُبْحِك يا حاتمٌ مُقْبِلاَ ) .
( فلا ذاك يُعْذَر في فعله ... وحقُّك في الناس أن تُقتلا ) .
( وأشبه شيء بما اختاره ... ضُراطُك دونَ الخَلاَ في المَلاَ ) .
حدثني محمد بن خلف وكيع قال حدثنا محمد بن علي بن حمزة قال مزح أبو أحمد بن الرشيد مع حسين بن الضحاك مزاحا أغضبه فجاوبه حسين جوابا غضب منه أبو أحمد أيضا فمضى إليه حسين من غد فاعتذر إليه وتنصل وحلف فأظهر له قبولا لعذره ورأى ثقلا في طرفه وانقباضا عما كان يعهده منه فقال في ذلك .
( لا تَعْجِبَنّ لمَلّةٍ صرَفتْ ... وجهَ الأمير فإنه بشرُ ) .
( وإذا نبا بك في سَريرته ... عَقْدُ الضمير نبا بك البصرُ ) .
يحكي للنشار صحبته للأمين .
حدثني الصولي قال حدثني أبو محمد بن النشار قال كان أبي صديقا للحسين بن الضحاك وكان يعاشره فحملني معه يوما إليه وجعل أبي يحادثه إلى أن قال له يا أبا علي قد تأخرت أرزاقك وانقطعت موادك ونفقتك كثيرة فكيف يمشي أمرك فقال له بلى والله يا أخي ما قوام أمري إلا ببقايا هبات الأمين محمد بن زبيدة وذخائره وهبات جارية له لم يسمها أغنتني للأبد لشيء ظريف جرى على غير تعمد وذلك