حج أبو نواس وحسين بن الضحاك فجمعهما الموسم فتناشدا قصيدتيهما قول أبي نواس .
( دَعْ عنك لومي فإنّ اللّوم إغراءُ ... ودَاوِني بالتي كانت هي الداء ) وقصيدة حسين .
( بُدِّلتَ من نَفَحات الورد بالآء ... ) فتنازعها أيهما أشعر في قصيدته فقال أبو نواس هذا ابن مناذر حاضر الموسم وهو بيني وبينك فأنشده قصيدته حتى فرغ منها فقال ابن مناذر ما أحسب أن أحدا يجيء بمثل هذه وهم بتفضيله فقال له الحسين لا تعجل حتى تسمع فقال هات فأنشده قوله .
( بُدِّلتَ من نَفَحات الورد بالآءِ ... ومن صَبُوحك دَرَّ الإِبل والشاء ) حتى انتهى إلى قوله .
( فُضّتْ خواتمُها في نعت واصفها ... عن مثل رَقْراقةٍ في عين مَرْهاء ) فقال له ابن مناذر حسبك قد استغنيت عن أن تزيد شيئا والله لو لم تقل في دهرك كله غير هذا البيت لفضلتك به على سائر من وصف الخمر قم فأنت أشعر وقصيدتك أفضل فحكم له وقام أبو نواس منكسرا .
أخبرني عمي قال حدثنا عبد الله بن أبي سعد قال حدثني محمد بن محمد قال حدثني كثير بن إسماعيل التحتكار قال .
( لمّا قدم المعتصم بغداد سأل عن ندماء صالح بن الرشيد وهم أبو