كتب إلي الحسن بن رجاء في يوم شك وقد أمر الواثق بالإفطار فقال .
( هَزَزْتك للصَّبوح وقد نهاني ... أميرُ المؤمنين عن الصّيامِ ) .
( وعندي من قِيان المصر عَشْرٌ ... تَطِيب بهنّ عاتقةُ المُدامِ ) .
( ومن أمثالهن إذا انتشينا ... تَرانا نجتني ثمرَ الغرام ) .
( فكن أنتَ الجوابَ فليس شيءٌ ... أحبَّ إليّ من حذف الكلام ) قال فوردت علي رقعته وقد سبقه إلي محمد بن الحارث بن بسخنر ووجه إلي بغلام نظيف الوجه كان يتخطاه ومعه ثلاثة غلمة أقران حسان الوجوه ومعهم رقعة قد كتبها إلي كما تكتب المناشير وختمها في أسفلها وكتب فيها يقول .
( سِرْ على اسم الله يا أشكلَ ... من غصن لُجَين ) .
( في ثلاثٍ من بني الروم ... إلى دار حسين ) .
( فاشخِصِ الكهلَ إلى مولاك ... يا قُرّةَ عيني ) .
( أرِهِ العُنْفَ إذا استعصَى ... وطالِبْه بدَيْن ) .
( ودَعِ اللفظَ وخاطِبْه ... بغمز الحاجبَيْن ) .
( واحذَرِ الرَّجعة من وجهك ... في خُفَّيْ حُنَيْن ) قال فمضيت معهم وكتبت إلى الحسن بن رجاء جواب رقعته .
( دعوتَ إلى مماحكة الصّيامِ ... وإعمال المَلاهي والمُدامِ ) .
( ولو سبق الرسولُ لكان سعيي ... إليك ينوب عن طول الكلام ) .
( وما شوْقي إليك بدون شوقي ... إلى ثَمر التَّصابي والغرام ) .
( ولكن حلّ في نفر عَسُوفٌ ... بمنشورٍ محلَّ المستهام ) .
( حسينٍ فاستباح له حريماً ... بطَرْف باعثٍ سببَ الحِمام )