( أَرمَصْتِ أجفاني بطول البكا ... فما لأجفانك لا تَرْمَص ) .
( وابأبي وجهُك ذاك الذي ... كأنه من حسنه عُصْعُصُ ) .
فجاءني بعد ذلك فقال لي يا أبا علي جعلني الله فداءك ما كان ذنبي إليك وما أردت بما صنعت بي فقلت له وما ذاك عافاك الله فقال ما هو والله إلا أن وصل ذلك الكتاب إليها حتى بعثت إلي إني مشتاقة إليك والكتاب لا ينوب عن الرؤية فتعال إلى الروشن الذي بالقرب من بابنا فقف بحياله حتى أراك فتزينت بأحسن ما قدرت عليه وصرت إلى الموضع فبينا أنا واقف أنتظر مكلما أو مشيرا إلي إذا شيء قد صب علي فملأني من قرني إلى قدمي وأفسد ثيابي وسرجي وصيرني وجميع ما علي ودابتي في نهاية السواد والنتن والقذر وإذا به ماء قد خلط ببول وسواد سرجين فانصرفت بخزي وكان ما مر بي من الصبيان وسائر من مررت به من الضحك والطنز والصياح بي أغلظ مما مر بي ولحقني من أهلي ومن في منزلي شر من ذلك وأوجع وأعظم من ذلك أن رسلها انقطعت عني جملة قال فجعلت أعتذر إليه وأقول له إن الآفة أنها لم تفهم معنى الشعر لجودته وفصاحته وأنا أحمد الله على ما ناله وأُسر الشماتة به .
ابن الضحاك يدعى فيلبي ويعتذر .
أخبرني أحمد بن جعفر جحظة قال حدثني ميمون بن هارون عن حسين ابن الضحاك قال