تلاحى حسين وأبو شهاب في دابتيهما وتراهنا على المسابقة بهما فتسابقا فسبقه أبو شهاب فقال حسين في ذلك .
( كُلُوا واشربوا هُنِّئْتُم وتمتَّعوا ... وعيشوا وذُمّوا الكَوْدَنين جميعا ) .
( فأُقسم ما كان الذي نال منهما ... مَدَى السبق إذ جَدّ الجِراءُ سريعا ) .
وهي قصيدة معروفة في شعره فقال أبو شهاب يجيبه .
( أيا شاعر الخُصْيان حاولتَ خُطَّةً ... سُبِقْتَ إليها وانكفأتَ سريعا ) .
( تُحاول سبقي بالقَريض سفاهةً ... لقد رمت جهلاً من حِمَايَ مَنيعا ) .
وهي أيضا قصيدة فكان ذلك سبب التباعد بينهما وكنا إذا أردنا العبث بحسين نقول له أيا شاعر الخصيان فيجن ويشتمنا .
حدثني جعفر قال حدثني علي بن يحيى قال حدثني حسين بن الضحاك قال كان يألفني إنسان من جند الشأم عجيب الخلقة والزي والشكل غليظ جلف جاف فكنت احتمل ذلك كله له ويكون حظي التعجب به وكان يأتيني بكتب من عشيقة له ما رأيت كتبا أحلى منها ولا أظرف ولا أبلغ ولا أشكل من معانيها ويسألني أن أجيب عنها فأَجهد نفسي في الجوابات وأصرف عنايتي إليها على علمي بأن الشامي بجهله لا يميز بين الخطأ والصواب ولا يفرق بين الابتداء والجواب فلما طال ذلك علي حسدته وتنبهت إلى إفساد حاله عندها فسألته عن اسمها فقال بصبص فكتبت إليها عنه في جواب كتاب منها جاءني به .
( أَرْقَصني حبُّكِ يا بَصْبَصُ ... والحبُّ يا سيّدتي يُرْقِصُ )