( كأساً فكأساً كان شاربَها ... حيرانُ بين الذَّكُور والساهي ) قال فاستحسنه عبد الله وغنى فيه لحنا مليحا وشربنا عليه بقية يومنا .
والغلمان عندهم نخوة .
أخبرني علي بن العباس قال حدثني سوادة بن الفيض المخزومي قال حدثني أبي قال خرج حسين بن الضحاك إلى القفص متنزها ومعه جماعة من إخوانه ظرفاء وبلغ يسرا الخادم خروجه فشد في وسطه خنجرا وخرج إليه فجاءه وهو على غفلة فسر به حسين وتلقاه وأقام معه إلى آخر النهار يشربان فلما سكرا جمشه حسين فأخرج خنجره عليه وعربد فأمسك حسين وعاد إلى شرابه وقال في ذلك .
( جَمّشتُ يُسْراً على تسكُّرِه ... وقد دَهَاني بحُسْن منظَرِهِ ) .
( فهَمّ بالفَتْك بي فناشَده ... فيّ كريمٌ من خيرِ مَعْشره ) .
( يا مَنْ رأى مثل شادِنٍ خَنِثٍ ... يَصُول في خِدْره بزُوَّرِه ) .
( يسحَب ذيلَ القميص صَعْتَرَه ... ووارداتٍ من هُدْب مِئْزَرِه ) .
( ولا يُعاطِي نديمَه قدحاً ... إلاّ بإبهامِه وخِنْصَره ) .
( أخاف من كِبْره بوادرَه ... أدالني اللهُ من تَكَبُّره )