( سائْل بطَيْفِكَ عن ليلي وعن سَهَرِي ... وعن تَتَابُع أنفاسي وعن فِكَري ) .
( لم يَخْلُ قلبي من ذِكراكَ إذ نظرتْ ... عيني إليكَ على صَحْوي ولا سَكَري ) .
( سَقْياً ليوم سروري إذ تُنازِعني ... صفوَ المدامةِ بين الأُنْسِ والخَفَر ) .
( وفضلُ كأسك يأتيني فأشربُه ... جَهْراً وتشربُ كأسي غيرَ مستتر ) .
( وكيف أُشْمِلُه لَثْمي وأُلْزِمه ... نحري وترفَعه كفّي إلى بصري ) .
( فليتَ مدّةَ يومي إذ مضى سلَفاً ... كانت ومدّةَ أيامي على قَدَر ) .
( حتى إذا ما انطوتْ عنّا بشاشتُه ... صِرْنا جميعاً كذا جارَيْن في الحُفَر ) .
حدثني عمي قال حدثني عبد الله بن أبي سعد قال حدثني محمد بن محمد بن مروان قال حدثني حسين بن الضحاك قال كان صالح بن الرشيد يتعشق غلاما يسمى يسرا خادم أخيه أبي عيسى فكان يراوده عن نفسه فيعده ولا يفي له فأرسله أبو عيسى ذات يوم إلى صالح أخيه في السحر يقول له يا أخي إني قد اشتهيت أن أصطبح اليوم فبحياتي لما ساعدتني وصرت إلي لنصطبح اليوم جميعا فسار يسر إلى صالح أخيه في السحر وهو منتش قد شرب في السحر فأبلغه الرسالة فقال نعم وكرامة اجلس أولا فجلس فقال يا غلام أحضرني عشرة آلاف درهم فأحضرها فقال له يا يسر دعني من مواعيدك ومطلك هذه عشرة آلاف درهم فخذها واقض حاجتي وإلا فليس ها هنا إلا الغضب فقال له يا سيدي إني أقضي الحاجة ولا آخذ المال ثم فعل ما أراد وطاوعه فقضى حاجته وأمر صالح بحمل العشرة الآلاف الدرهم معه قال الحسين ثم خرج إلي صالح من خلوته فقال يا حسين قد رأيت ما كنا فيه فإن حضرك شيء فقل فقلت .
صوت .
( أيا مَنْ طَرْفُه سِحْرُ ... ومَنْ ريقتُه خمرُ ) .
( تجاسرتُ فكاشفتُك ... لمّا غُلِب الصبرُ )