كله وكنت أحببت هذا الخادم ووافقني على أن يستبيع لأشتريه فعارضني فيه صالح بن الرشيد فاختلسه مني ولم أقدر على الانتصاف منه وآثره الخادم واختاره وكلانا يحبه إلا أن صالحا يناك ولا أناك والخادم في الوسط بلا شغل فضحكت من قوله ثم سألته أن ينشدني شيئا من شعره فأنشدني .
( إنّ من لا أَرَى وليس يَرَاني ... نُصْبَ عيني مُمَثَّلٌ بالأمانِي ) .
( بأبي من ضميرُه وضميري ... أبداً بالمَغِيبِ يَنْتجِيان ) .
( نحن شخصانِ إن نظرتَ ورُوحانِ ... إذا ما اختبرتَ يمتزجانِ ) .
( فإذا ما هَممتُ بالأمر أو هَمّ ... بشيء بدأتُه وبَدَاني ) .
( كان وَفْقاً ما كان منه ومنّي ... فكأني حَكَيتُه وحكاني ) .
( خطراتُ الجفون منّا سَوَاءٌ ... وسواءٌ تحرُّكُ الأبدان ) فسألته أن يحدثني بأسر يوم مر له معه فقال نعم اجتمعنا يوما فغنى مغن لنا بشعر قلته فيه فاستحسنه كل من حضر ثم تغنى بغيره فقال لي عارضه فقلت بقبلة فقال هي لك فقبلته قبلة وقلت .
( فدّيتُ من قال لي على خَفَرِهْ ... وغضَّ من جَفْنِه على حَوَرِهْ ) .
( سمَّع بي شعرُك المَليحُ فما ... ينفكُّ شادٍ به على وَتَرِهْ ) .
( حسبُك بعضُ الذي أذعتَ ولا ... حَسْبَ لصَبٍّ لم يَقْضِ من وَطَرِهْ ) .
( وقلتُ يا مستعيرَ سالفةِ الخِشْفِ ... وحسنِ الفُتُورِ من نَظَرِهْ ) .
( لا تُنِكرنّ الحَنِينَ من طَرِبٍ ... عاودَ فيكَ الصِّبَا على كِبَرِه ) .
حدثني الصولي وعلي بن العباس قالا حدثنا المغيرة بن محمد المهلبي قال كان حسين بن الضحاك يتعشق خادما لأبي عيسى أو لصالح بن الرشيد أخيه فاجتمعا يوما عند أخي مولى الخادم فجعل حسين يشكو إليه ما به فلا يسمع به ويكذبه ثم سكن نفاره وضحك إليه وتحدثا ساعة فأنشدنا حسين قوله فيه