أحب المتوكل على الله أن ينادمه حسين بن الضحاك وأن يرى ما بقي من شهوته لما كان عليه فأحضره وقد كبر وضعف فسقاه حتى سكر وقال لخادمه شفيع اسقه فسقاه وحياه بوردة وكانت على شفيع ثياب موردة فمد الحسين يده إلى ذراع شفيع فقال له المتوكل يا حسين أتجمش أخص خدمي عندي بحضرتي فكيف لو خلوت ما أحوجك إلى أدب وقد كان المتوكل غمز شفيعا على العبث به فقال الحسين يا سيدي أريد دواة وقرطاسا فأمر له بذلك فكتب بخطه .
( وكالوردةِ الحَمْراء حيّا بأحمرٍ ... من الورد يمشي في قَرَاطِقَ كالوردِ ) .
( له عَبَثاتٌ عند كلِّ تحيّة ... بعينيه تَستدعي الحليمَ إلى الوجد ) .
( تمنّيتُ أن أُسقَى بكفَّيْه شَرْبةً ... تذكِّرني ما قد نَسِيتُ من العهد ) .
( سقى الله دهراً لم أبِتْ فيه ليلةً ... خَلِيًّا ولكن من حبيب على وعد ) ثم دفع الرقعة إلى شفيع وقال له ادفعها إلى مولاك فلما قرأها استملحها وقال أحسنت والله يا حسين لو كان شفيع ممن تجوز هبته لوهبته لك ولكن بحياتي إلا كنت ساقيه باقي يومه هذا واخدمه كما تخدمني وأمر له بمال كثير حمل معه لما انصرف قال أحمد بن يزيد فحدثني أبي قال صرت إلى الحسين بعد انصرافه من عند المتوكل بأيام فقلت له ويلك أتدري ما صنعت قال نعم أدري وما كنت لأدع عادتي بشيء وقد قلت بعدك