أخبرني علي بن العباس قال حدثني أحمد بن سعيد بن عنبسة القرشي الأُموي قال حدثني علي بن الجهم قال دخلت يوما على المتوكل وهو جالس في صحن خلده وفي يده غصن آس وهو يتمثل بهذا الشعر .
( بالشَّطّ لي سَكَنٌ أَفْدِيه من سَكَنِ ... أهْدَى من الآسِ لي غصنين في غُصُنِ ) .
( فقلتُ إذ نُظما إلفين والتَبسا ... سَقْياً ورَعْياً لفألٍ فيكما حسنِ ) .
( فالآسُ لا شَكَّ آسٍ من تشوّقنا ... شافٍ وآسٍ لنا يبقى على الزمن ) .
( أبْشَرتُماني بأسبابٍ ستجمعنا ... إن شاء ربي ومهما يَقْضِه يَكُن ) قال فلما فرغ من إنشادها قال لي وكدت أنشق حسدا لمن هذا الشعر يا علي فقلت للحسين بن الضحاك يا سيدي فقال لي هو عندي أشعر أهل زماننا وأملحهم مذهبا وأظرفهم نمطا فقلت وقد زاد غيظي في الغزل يا مولاي قال وفي غيره وإن رغم أنفك ومت حسدا وكنت قد مدحته بقصيدة وأردت إنشادها يومئذ فلم أفعل وعلمت أني لا أنتفع مع ما جرى بيننا بشيء لا به ولا بالقصيدة فأخرتها إلى وقت آخر .
خبره مع خادم المتوكل .
أخبرني محمد بن يحيى قال حدثني أحمد بن يزيد المهلبي قال حدثني أبي قال