تقلب المأمون عليه .
وأخبرني ببعضه محمد بن مزيد بن أبي الأزهر ومحمد بن خلف بن المرزبان وألفاظهما تزيد وتنقص وأخبرني ببعضه محمد بن خلف وكيع عن آخره وقصة وصوله إلى المأمون ولم يذكر ما قبل ذلك قال وحدثنا حماد بن إسحاق عن أبيه ولم يقل وكيع عن أبيه واللفظ في الخبر لابن أبي الأزهر وحديثه أتم قال كنت بين يدي المأمون واقفا فأدخل إليه ابن البواب رقعة فيها أبيات وقال إن رأى أمير المؤمينين أن يأذن لي في إنشادها فظنها له فقال هات فأنشده .
( أجِرْنِي فإنّي قد ظَمِئْتُ إلى الوعد ... متى تُنجِزُ الوعدَ المؤكَّدَ بالعهد ) .
( أُعِيذُك من خُلْف الملوك وقد بدا ... تقطُّعُ أنفاسي عليك من الوجد ) .
( أَيَبْخَلُ فَرْدُ الحسن عنّي بنائلٍ ... قليلٍ وقد أفردتُه بهوىً فرِد ) إلى أن بلغ إلى قوله .
( رأى اللهُ عبد الله خيرَ عباده ... فملّكه والله أعلمُ بالعبد ) .
( ألا إنّما المأمونُ للناس عصمةٌ ... مميِّزةٌ بين الضَّلاَلة والرُّشْد ) فقال المأمون أحسنت يا عبد الله فقال يا أمير المؤمنين أحسن قائلها قال ومن هو فقال عبدك حسين بن الضحاك فغضب ثم قال لاحيا الله من ذكرت ولا بياه ولا قربه ولا أنعم به عينا أليس القائل .
( أعينيَّ جُودَا وابكيا لي محمداً ... ولا تَذْخَرا دمعاً عليه وأَسْعِدا ) .
( فلا تَمّتِ الأشياءُ بعد محمد ... ولا زال شملُ الملك فيه مبدَّدا ) .
( ولا فرِح المأمونُ بالمُلك بعده ... ولا زال في الدّنيا طريداً مشرَّدا ) هذا بذاك ولا شيء له عندنا فقال له ابن البواب فأين فضل إحسان