( فلقد نَبَّهتِني من رَقْدتي ... وعلى قلبي كنيرانِ الغَضَا ) قال فلما جئته خبرني القصة وقال لي قل في هذا شيئا ففكرت هنيهة كأني أقول شعرا ثم أنشدته الأبيات فقال أحسنت وحياتي أعدها يا حسين فأعدتها عليه حتى حفظها وأمر لي بخمسمائة دينار وقام فمضى إلى الجارية وخرجت أنا إلى حجرتي .
أخبرني علي بن العباس بن أبي طلحة قال حدثني الغلابي قال حدثني مهدي بن سابق قال قال لي حسين بن الضحاك كان الواثق يتحظى جارية فماتت فجزع عليها وترك الشرب أياما ثم سلاها وعاد إلى حاله فدعاني ليلة فقال لي يا حسين رأيت فلانة في النوم فليت نومي كان طال قليلا لأتمتع بلقائها فقل في هذا شيئا فقلت .
( ليتَ عينَ الدهر عنّا غَفَلتْ ... ورقيبَ الليل عنّا رَقَدا ) .
( وأقام النومُ في مدّته ... كالذي كان وكنّا أبدا ) .
( بأبي زَوْرٌ تَلَفَّتُّ له ... فتنفَّسْتُ إليه الصُّعَدا ) .
( بينما أضحك مسروراً به ... إذ تقطَّعتُ عليه كَمَدا ) قال فقال لي الواثق أحسنت ولكنك وصفت رقيب فشكوته ولا ذنب لليل وإنما رأيت الرؤيا نهارا ثم عاد إلى منامه فرقد .
أخباره مع أبو نواس .
أخبرني جحظة قال حدثني علي بن يحيى المنجم قال حدثني حسين بن الضحاك وأخبرني به جعفر بن قدامة عن علي بن يحيى عن حسين بن الضحاك قال لقيني أبو نواس ذات يوم عند باب أم جعفر من الجانب الغربي فأنشدته