فقال لحسين هل وصفت ليلتنا الماضية وطيبها فقال لم يمض شيء وأنا أقول الساعة وفكر هنيهة ثم قال .
( حَثّتْ صَبُوحي فكاهةُ اللاّهي ... وطاب يومي بقرب أشباهي ) .
( فاسْتَثِرِ اللهوَ من مكامنه ... من قبل يومٍ منغِّصٍ ناهي ) .
( بابنة كَرْمٍ من كفّ مُنْتَطِقٍ ... مؤزَّر بالمُجون تَيّاه ) .
( يَسقيك من طرفه ومن يده ... سقَى لطيف مجرِّب داهي ) .
( كأساً فكأساً كأنّ شاربها ... حيرانُ بين الذَّكور والساهي ) قال فأمر الواثق برد مجلسه كهيئته واصطبح يومه ذلك معهم وقال نحقق قولك يا حسين ونقضي بك كل أرب وحاجة .
أخبرني محمد بن يحيى الصولي قال حدثني محمد بن مغيرة المهلبي قال حدثنا حسين بن الضحاك قال كانت لي نوبة في دار الواثق أحضرها جلس أو لم يجلس فبينا أنا نائم ذات ليلة في حجرتي إذ جاء خادم من خدم الحرم فقال قم فإن أمير المؤمنين يدعوك فقلت له وما الخبر قال كان نائما وإلى جنبه حظية له فقام وهو يظنها نائمة فألم بجارية له أخرى ولم تكن ليلة نوبتها وعاد إلى فراشه فغضبت حظيته وتركته حتى نام ثم قامت ودخلت حجرتها فانتبه وهو يرى أنها عنده فلم يجدها فقال اختلست عزيزتي ويحكم أين هي فأُخبر أنها قامت غضبى ومضت إلى حجرتها فدعا بك فقلت في طريقي .
( غضِبَتْ أنْ زُرْتُ أخرى خِلْسةً ... فلها العُتْبَى لديْنا والرِّضا ) .
( يا فَدَتْكِ النفسُ كانت هفوةً ... فاغفِريها واصفَحي عمّا مضى ) .
( واتركي العذَل على من قاله ... وانسُبي جَوْرِي إلى حكم القضا )