( وزادك من أعمارنا غيرَ منَّة ... عليك بها أضعافَ أضعافِ عمركا ) .
( ولا زالت الأقدارُ في كلّ حالةٍ ... عُداةً لمن عاداك سِلْماً لسلمكا ) .
( إذا كنتُ من جَدْواك في كل نعمةٍ ... فلا كنتُ إن لم أُفْنِ عمري بشكركا ) فطرب الواثق فضرب الأرض بمخصرة كانت في يده وقال لله درك يا حسين ما أقرب قلبك من لسانك فقال يا أمير المؤمنين جودك ينطق المفحم بالشعر والجاحد بالشكر فقال له لن تنصرف إلا مسرورا ثم أمر له بخمسين ألف درهم .
حدثنا علي بن العباس بن أبي طلحة قال حدثنا أبو العباس الرياشي قال حدثنا الحسين بن الضحاك قال دخلت على الواثق ذات يوم وفي السماء لطخ غيم فقال لي ما الرأي عندك في هذا اليوم فقلت يا أمير المؤمنين ما حكم به وأشار إليه قبلي أحمد بن يوسف فإنه أشار بصواب لا يرد وجعله في شعر لا يعارض فقال وما قال فقلت قال .
( أرى غيماً تؤلِّفه جَنُوبٌ ... وأحسبَه سيأتينا بِهَطْلِ ) .
( فعينُ الرأي أن تدعو بِرِطلٍ ... فتشربه وتدعو لي بِرِطلِ ) فقال أصبتما ودعا بالطعام وبالشراب والمغنين والجلساء واصطبحنا .
أخبرني علي بن العباس قال حدثني الحسين بن علوان قال حدثني العباس بن عبيد الله الكاتب قال كان حسين بن الضحاك ليلة عند الواثق وقد شربوا إلى أن مضى ثلث من الليل فأمر بأن يبيت مكانه فلما أصبح خرج إلى الندماء وهم مقيمون