( طال ليلي وبِتّ كالمحزون ... ومَلِلتُ الثَّواءَ في جَيْرون ) .
( وأطلتُ المُقام بالشأم حتى ... ظنّ أهلي مُرَجَّمَاتِ الظّنون ) .
( فبكتْ خشيةَ التفرّق جُمْلٌ ... كبكاء القرين إثْرَ القرين ) .
( وهي زهراءُ مثلُ لؤلؤة الغَوَّاصِ ... مِيزتْ من جوهر مكنون ) .
( وإذا ما نسبْتَها لم تَجِدْها ... في سَناء من المكارم دون ) .
( ثم خاصرتُها إلى القُبّة الخَضْراءِ ... تمشي في مَرْمَرٍ مَسْنون ) .
( قُبَةٌ من مَراجل ضربوها ... عند بَرْد الشتاء في قَيْطون ) .
( عن يَساري إذا دخلتُ من الباب ... وإن كنتُ خارجاً عن يميني ) .
( ولقد قلتُ إذ تطاول سُقْمي ... وتَقَلّبتُ ليلتي في فنون ) .
( ليت شعري أمِنْ هوىً طار نومي ... أم بَراني الباري قصيرَ الجفون ) .
قال وشاع هذا الشعر حتى بلغ معاوية فأمسك عنه حتى إذا كان في يوم الجمعة دخل عليه الناس وفيهم أبو دهبل فقال معاوية لحاجبه إذا أراد أبو دهبل الخروج فامنعه واردده إليّ وجعل الناس يسلمون وينصرفون فقام أبو دهبل لينصرف فناداه معاوية يا أبا دهبل إلي فلما دنا إليه أجلسه حتى خلا به ثم قال له ما كنت ظننت أن في قريش أشعر منك حيث تقول .
( ولقد قلت إذ تطاول سُقْمِي ... وتقلّبتُ ليلتي في فنون ) .
( ليت شعري أمن هوىً طار نومي ... أم براني الباري قصيرَ الجفون )