( وقد مُنِحتْ عيني القَذَى لفراقهم ... وعاد لها تَهْتَانُها فهي تَسْجُمُ ) .
( وصافيتُ نِسْواناً فلم أر فيهمُ ... هوايَ ولا الوُدَّ الذي كنتُ أعلم ) .
( أليس عظيماً أن نكون ببلدة ... كلانا بها ثاوٍ ولا نتكلّم ) .
أخبرني حبيب بن نصر قال حدثنا عمر بن شبة قال حدثني أبو غسان قال سمع أبو السائب المخزومي رجلا ينشد قول أبي دهبل .
( أليس عجيباً أن نكون ببلدة ... كلانا بها ثاوٍ ولا نتكلّم ) فقال له أبو السائب قف يا حبيبي فوقف فصاح بجارية يا سلامة اخرجي فخرجت فقال له أَعِد بأبي أنت البيت فأعاده فقال بلى والله إنه لعجيب عظيم وإلا فسلامة حرة لوجه الله اذهب فديتك مصاحبا ثم دخل ودخلت الجارية تقول له ما لقيت منك لا تزال تقطعني عن شغلي فيما لا ينفعك ولا ينفعني .
وحدثني أحمد بن عبيد الله بن عمار قال كنا نختلف إلى أبي العباس المبرد ونحن أحداث نكتب عن الرواة ما يروونه من الآداب والأخبار وكان يصحبنا فتى من أحسن الناس وجها وأنظفهم ثوبا وأجملهم زيا ولا نعرف باطن أمره فانصرفنا يوما من مجلس أبي العباس المبرد وجلسنا في مجلس نتقابل بما كتبناه ونصحح المجلس الذي شهدناه فإذا بجارية قد اطلعت فطرحت في حجر الفتى رقعة ما رأيت أحسن من شكلها مختومة بعنبر فقرأها منفردا بها ثم أجاب عنها ورمى بها إلى الجارية فلم نلبث أن خرج خادم من الدار في يده كرش فدخل الينا فصفع الفتى به حتى رحمناه وخلصناه من يده