فكدت أسقط عن راحلتي طربا فقلت والله لألتمسن الوصول إلى هذا الصوت ولو بذهاب عضو من أعضائي حتى هبطت من الشرف فإذا أنا برجل يرعى غنما وإذا هو صاحب الصوت فأعلمته الذي أقصدني إليه وسألته إعادته علي فقال والله لو كان عندي قرى ما فعلت ولكني أجعله قراك فربما ترنمت به وأنا جائع فأشبع وكسلان فأنشط ومستوحش فآنس فأعاده علي مرارا حتى أخذته فوالله ما كان لي كلام غيره حتى دخلت المدينة ولقد وجدته كما قال حدثني بهذا الخبر الحرمي بن أبي العلاء قال حدثني الزبير ابن بكار قال حدثني المؤمل بن طالوت الوادي قال حدثني مكين العذري قال سمعت عمر الوادي يقول بينا أنا أسير بين الروحاء والعرج ثم ذكر مثله وقال فيه فربما ترنمت به وأنا غرثان فيشبعني ومستوحش فيؤنسني وكسلان فينشطني قال فما كان زادي حتى ولجت المدينة غيره وجربت ما وصفه الراعي فيه فوجدته كما قال .
نسبة هذا الصوت .
صوت .
( لقد هَجَرتْ سُعْدَى وطال صدودُها ... وعاوَد عَيْني دمْعُها وسهودُها ) .
( وكنتُ إذا ما زرتُ سُعْدَى بأرضها ... أرى الأرض تُطْوَى لي ويدنو بعيدُها )