أخبرني الحسين بن يحيى ومحمد بن مزيد قالا حدثنا حماد بن إسحاق عن أبيه قال كان عمر الوادي يجتمع مع معبد ومالك وغيرهما من المغنّين عند الوليد ابن يزيد فلا يمنعه حضورهم من تقديمه والإصغاء إليه والإختصاص له وبلغني أنه كان لا يضرب وإنما كان مرتجلا وكان الوليد يسميه جامع لذاتي قال وبلغني أن حكما الوادي وغيره من مغني وادي القرى أخذوا عنه الغناء وانتحلوا أكثر أغانيه .
قال إسحاق وحدثني عبد السلام الربيع إن الوليد بن يزيد كان يوما جالسا وعنده عمر الوادي وأبو رقية وكان ضعيف العقل وكان يمسك المصحف على أُم الوليد فقال الوليد لعمر الوادي وقد غناه صوتا أحسنت والله أنت جامع لذاتي وأبو رقية مضطجع وهم يحسبونه نائما فرفع رأسه إلى الوليد فقال له وأنا جامع لذات أمك فغضب الوليد وهم به فقال له عمر الوادي جعلني الله فداك ما يعقل أبو رقية وهو صاح فكيف يعقل وهو سكران فأمسك عنه .
عمر يأخذ الغناء عن راع ويمدحه .
قال إسحاق وحدثت عن عمر الوادي قال بينا أنا أسير ليلة بين العرج والسقيا سمعت إنسانا يغني غناء لم أسمع قط أحسن منه وهو .
صوت .
( وكنتُ إذا ما جئتُ سُعْدَى بأرضها ... أرى الأرضَ تُطْوَى لي ويدنو بعيدُها ) .
( من الخَفِراتِ البِيضِ وَدّ جليسُها ... إذا ما انقضتْ أُحدوثةٌ لو تُعيدها )