وقد كان الوليد حمله على برذون هملاج أشقر من أفره ما سخر فخرج على برذونه ذلك فمضى به في الصحراء حتى غاب عن العسكر فما شعر إلا وأعراب قد جاؤوا به يحملونه منفسخة عنقه ميتا وبرذونه يقاد حتى أسلموه فبلغني ذلك فخرجت متعمدا حتى أتيت أولئك الأعراب وقد كانت لهم أبيات بالقرب منه في أرض البخراء لا حجر فيها ولا مدر فقلت لهم كيف كانت قصة هذا الرجل قالوا أقبل علينا على برذون فوالله لكأنه دهن يسيل على صفاة من فراهته فعجبنا لذلك إذ انقض رجل من السماء عليه ثياب بيض فأخذ بضبعيه فاحتمله ثم نكسه وضرب برأسه الأرض فدق عنقه ثم غاب عن عيوننا فاحتملناه فجئنا به .
مقتل الوليد .
وأخبرني الحسن بن علي قال حدثنا الخراز عن المدائني قال لما أكثر الوليد بن يزيد التهتك وانهمك في اللذات وشرب الخمر وبسط المكروه على ولد هشام والوليد وأفرط في أمره وغيه مل الناس أيامه وكرهوه وكان قد عقد لابنيه بعده ولم يكونا بلغا فمشى الناس بعضهم إلى بعض في خلعه وكان أقواهم في ذلك يزيد الناقص بن الوليد بن عبد الملك بن مروان فمشى إلى أخيه العباس وكان امرأ صدق ولم يكن في بني أمية مثله كان يتشبه بعمر بن عبد العزيز فشكا إليه ما يجري على الناس من