وذكر حبش أنه لأبي كامل وذكر غيره أن لحن الغريض لدحمان قال ثم دخل إلى جواريه فقال والله ما أبالي متى جاءني الموت بعد الخليل ابن الطويل فيقال إنه لم يعش بعده إلا مديدة حتى قتل والله أعلم .
أخبرني الحسين بن يحيى عن حماد عن أبيه قال روى الهيثم بن عدي عن ابن عياش عن حماد الراوية قال دعاني الوليد يوما من الأيام في السحر والقمر طالع وعنده جماعة من ندمائه وقد اصطبح فقال أنشدني في النسيب فأنشدته أشعارا كثيرة فلم يهش لشيء منها حتى أنشدته قول عمار ذي كناز .
( اصْبَحِ القومَ قهوةً ... في الأباريق تُحْتَذَى ) .
( من كُمَيت مُدامةٍ ... حَبّذا تلك حبّذا ) فطرب ثم رفع رأسه إلى خادم وكان قائما كأنه الشمس فأومأ إليه فكشف سترا خلف ظهره فطلع منه أربعون وصيفا ووصيفة كأنهم اللؤلؤ المنثور في أيديهم الأباريق والمناديل فقال أَسقُوهم فما بَقِي أحد إلا أُسقي وأنا في خلال ذلك أنشده الشعر فما زال يشرب ويسقي إلى طلوع الفجرثم لم نخرج عن حضرته حتى حملنا الفراشون في البسط فألقونا في دار الضيافة فما أفقنا حتى طلعت الشمس .
قال حماد ثم أحضرني فخلع علي خلعا من فاخر ثيابه وأمر لي بعشرة آلاف درهم وحملني على فرس