عرفتنا فعرفنا نفسك قال لا يمكنني ذلك فغضب ابن سريج وقال والله لو كنت يزيد بن عبد الملك لما زاد فقال له أنا يزيد بن عبد الملك فوثب إليه عمر فأعظمه ونزل ابن سريج إليه فقبل ركابه فنزع حلته وخاتمه فدفعهما إليه ومضى يركض حتى لحق ثقله فجاء بهما ابن سريج إلى عمر فأعطاه إياهما وقال له إن هذين بك أشبه منهما بي فأعطاه عمر ثلثمائة دينار وغدا فيهما إلى المسجد فعرفهما الناس وجعلوا يتعجبون ويقولون كأنهما والله حلة يزيد بن عبد الملك وخاتمه ثم يسألون عمر عنهما فيخبرهم أن يزيد بن عبد الملك كساه ذلك .
ابن سريج يغني في طريق الحاج .
وأخبرني بهذا الخبر جعفر بن قدامة أيضا قال وحدثني ابن عبد الله بن أبي سعيد قال حدثني علي بن الصباح عن ابن الكلبي قال .
حج عمر بن أبي ربيعة في عام من الأعوام على نجيب له مخضوب بالحناء مشهر الرحل بقراب مذهب ومعه عبيد بن سريج على بغلة له شقراء ومعه غلامه جناد يقود فرسا له أدهم أغر محجلا وكان عمر بن أبي ربيعة يسميه الكوكب في عنقه طوق ذهب وجناد هذا هو الذي يقول فيه .
صوت .
( فقلتُ لجَنَّادٍ خُذِ السيفَ واشتملْ ... عليه برِفْقٍ وارقُبِ الشمسَ تَغْرُبِ ) .
( وأسْرِجْ لي الدَّهْمَاءَ واعجَلُ بممطري ... ولا تُعلِمَنْ خَلْقاً مِن الناس مَذْهَبي )