حدث إسحاق بن إبراهيم الموصلي أبا إسحاق إبراهيم بن المهدي وأنا حاضر أن يحيى المكي حدثه أن عطاء بن أبي رباح لقي ابن سريج بذي طوى وعليه ثياب مصبغة وفي يده جرادة مشدودة الرجل بخيط يطيرها ويجذبها به كلما تخلفت فقال له عطاء يا فتان ألا تكف عما أنت عليه كفى الله الناس مؤنتك فقال ابن سريج وما على الناس من تلويني ثيابي ولعبي بجرادتي فقال له تفتنهم أغانيك الخبيثة فقال له ابن سريج سألتك بحق من تبعته من أصحاب رسول الله وبحق رسول الله عليك إلا ما سمعت مني بيتا من الشعر فإن سمعت منكرا أمرتني بالإمساك عما أنا عليه وأنا أقسم بالله وبحق هذه البنية لئن أمرتني بعد استماعك مني بالإمساك عما أنا عليه لأفعلن ذلك فأطمع ذلك عطاء في ابن سريج وقال قل فاندفع يغني بشعر جرير .
صوت .
( إنّ الذين غَدَوْا بُلبِّكَ غادَرُوا ... وَشَلاً بِعينِك لا يزال مَعِينَا ) .
( غَيَّضْنَ مِن عَبَراتهنّ وقُلْنَ لي ... ماذا لَقِيتَ من الهوى ولَقِينَا ) .
لحن ابن سريج هذا ثقيل أول بالوسطى عن ابن المكي والهشامي وله أيضا فيه رمل ولإسحاق فيه رمل آخر بالوسطى وفيه هزج بالوسطى ينسب إلى ابن سريج والغريض قال فلما سمعه عطاء اضطرب إضطراباً شديدا ودخلته أريحية فحلف ألا يكلم أحدا بقية يومه إلا بهذا الشعر وصار إلى مكانه من المسجد الحرام فكان كل من يأتيه سائلا عن حلال أو حرام أو خبر من الأخبار لا