( يا أرضُ وَيْحكِ اكْرِمِي أمواتِي ... فلقد ظَفِرْتِ بسادتِي وحُمَاتِي ) .
فقدمه ذلك عند أهل الحرمين على جميع ناحة مكة والمدينة والطائف .
قال وحدثني ابن جامع وابن أبي الكنات جميعا أن سكينة بعثت إليه بمملوك لها يقال له عبد الملك وأمرته أن يعلمه النياحة فلم يزل يعلمه مدة طويلة ثم توفي عمها أبو القاسم محمد بن الحنفية عليه السلام وكان ابن سريج عليلا علة صعبة فلم يقدر على النياحة فقال لها عبدها عبد الملك أنا أنوح لك نوحا أنسيك به نوح ابن سريج قالت أو تحسن ذاك قال نعم فأمرته فناح فكان نوحه في الغاية من الجودة وقال النساء هذا نوح غريض فلقب عبد الملك الغريض وأفاق ابن سريج من علته بعد أيام وعرف خبر وفاة ابن الحنفية فقال لهم فمن ناح عليه قالوا عبد الملك غلام سكينة قال فهل جوز الناس نوحه قالوا نعم وقدمه بعضهم عليك فحلف ابن سريج ألا ينوح بعد ذلك اليوم وترك النوح وعدل إلى الغناء فلم ينح حتى ماتت حبابة وكانت قد أخذت عنه وأحسنت إليه فناح عليها ثم ناح بعدها على يزيد بن عبد الملك ثم لم ينح بعده حتى هلك قال ولما عدل ابن سريج عن النوح إلى الغناء عدل معه الغريض إليه فكان لا يغني صوتا إلا عارضه فيه .
ابن سريج وعطاء بن أبي رباح .
أخبرني رضوان بن أحمد الصيدلاني قال حدثنا يوسف بن إبراهيم قال