عنها مما كنت لعمري أهلا للتوبيخ فيه .
وأما ما ذكرت مما سببه الله لك فإن الله قد ابتدأ أمير المؤمنين بذلك واصطفاه له والله بالغ أمره .
ولقد أصبح أمير المؤمنين وهو على يقين من رأيه إلا أنه لا يملك لنفسه مما أعطاه الله من كرامته ضُرا ولا نفعا وإن الله ولي ذلك منه وإنه لا بد له من مفارقته وإن الله أرأف بعباده وأرحم من أن يولي أمرهم غير من يرتضيه لهم منهم .
وإن أمير المؤمنين مع حسن ظنه بربه لعلي أحسن الرجاء لأن يوليه بسبب ذلك لمن هو أهله في الرضا به لهم فإن بلاء الله عند أمير المؤمنين أعظم من أن يبلغه ذكره أو يوازيه شكره إلا بعون منه .
ولئن كان قد قدر الله لأمير المؤمنين وفاة تعجيل فإن في الذي هو مفض وصائر إليه من كرامة الله لخلفا من الدنيا .
ولعمري إن كتابك لأمير المؤمنين بما كتبت به لغير مستنكر من سفهك وحمقك فأبق على نفسك وقصر من غلوائها وأربع على ظلعك فإن لله بسطوات وغِيرا يصيب بها من يشاء من عباده .
وأمير المؤمنين يسأل الله العصمة والتوفيق لأحب الأمور إليه وأرضاها له وكتب في أسفل الكتاب .
( إذا أنتَ سامحتَ الهوى قادك الهوى ... إلى بعض ما فيه عليك مقالُ ) والسلام .
بويع له بالخلافة وهو سكران .
أخبرني الحسن بن علي قال حدثنا أحمد بن الحارث الخرّاز وأخبرني أحمد بن عبد العزيز قال حدثنا عمر بن شبّة عن المدائني عن جُويرية بن أسماء عن المنهال بن عبد الملك عن إسحاق بن أيوب كلهم عن أبي الزبير المنذر بن عمرو قال وكان كاتبا للوليد بن يزيد قال أرسل إلي الوليد صبيحة اليوم الذي أتته فيه الخلافة فأتيته فقال لي يا أبا الزبير ما أتت عليّ ليلة أطول من هذه الليلة عرضتني أمور وحدّثت