( أليس عظيماً أن أرى كلَّ واردٍ ... حِياضَك يوماً صادراً بالنّوافل ) .
( فأرْجِعَ محمودَ الرَّجاء مصرَّدا ... بتحلِئةٍ عن وِرْد تلك المناهل ) .
( فأصبحتُ مما كنت آمُلُ منكُم ... وليس بلاقٍ ما رجا كلُّ آمل ) .
( كمُقْتَبِض يوماً على عُرْض هَبْوةٍ ... يَشُدُّ عليها كفَّه بالأنامل ) .
فكتب إليه هشام قد فهم أمير المؤمنين ما كتبت به من قطع ما وغير ذلك .
وأمير المؤمنين يستغفر الله من إجرائه ما كان يجري عليك ولا يتخوف على نفسه اقتراف المآثم في الذي أحدث من قطع ما قطع ومحو من محا من صحابتك لأمرين أما أحدهما فإن أمير المؤمنين يعلم مواضعك التي كنت تصرف إليها ما يجريه عليك وأما الآخر فإثبات صحابتك وأرزاقهم دارّة عليهم لا ينالهم ما نال المسلمين عند قطع البعوث عليهم وهم معك تجول بهم في سفهك وأمير المؤمنين يرجو أن يكفر الله عنه ما سلف من إعطائه إياك باستئنافه قطعه عنك .
وأما ابن سهيل فلعمري لئن كان نزل منك بحيث يسوءك ما جرى عليه لما جعله الله لذلك أهلاً .
وهل زاد ابن سهيل لله أبوك على أن كان زفّاناً مغنيا قد بلغ في السفه غايته وليس مع ذلك ابن سهيل بشر ممن كنت تستصحبه في الأمور التي ينزّه أمير المؤمنين نفسه