لمسلم خادمها ادفع إلى ابن جامع لكل بيت مائة ألف درهم .
فقال الرشيد غلبتنا يا بنت أبي الفضل وسبقتنا إلى بر ضيفنا وجليسنا فلما خرج حمل إليها مكان كل درهم دينارا .
يشتري الصوت بثلاثة دراهم ويعوضها بثلاثة آلاف .
أخبرنا أحمد بن عبيد الله بن عمار قال أخبرني يعقوب بن إسرائيل مولى المنصور قال حدثني محمد بن ضوين الصلصال التيمي قال حدثني إسماعيل بن جامع السهمي قال ضمني الدهر ضما شديدا بمكة فانتقلت منها بعيالي إلى المدينة فأصبحت يوما وما أملك إلا ثلاثة دراهم فهي في كمي إذا أنا بجارية حميراء على رقتبها جرة تريد الركي تسعى بين يدي وترنم بصوت شجي تقول .
( شكونا إلى أحبابنا طولَ ليلنا ... فقالوا لنا ما أقصرَ الليلَ عندنا ) .
( وذاك لأنّ النوم يَغْشَى عيونَهم ... سِراعاً وما يغشى لنا النومُ أَعْيُنا ) .
( إذا ما دنا الليلُ المُضِرّ لذي الهوى ... جَزِعْنا وهم يَستبشرون إذا دنا ) .
( فلو أنهم كانوا يلاقون مثلَ ما ... نلاقي لكانوا في المضاجع مثلَنا ) .
قال فأخذ الغناء بقلبي ولم يدر لي منه حرف فقلت يا جارية ما أدري أوجهك أحسن أم غناؤك فلو شئت أعدت قالت حبا وكرامة .
ثم أسندت ظهرها إلى جدار قرب منها ورفعت إحدى رجليها فوضعتها على الأخرى ووضعت الجرة على ساقيها ثم انبعثت تغنيه فوالله ما دار لي منه حرف فقلت أحسنت فلو شئت أعدتيه مرة أخرى ففطنت وكلحت وقالت ما أعجب أمركم أحدكم لا يزال يجيء إلى الجارية عليها الضريبة فيشغلها فضربت بيدي إلى الثلاثة الدراهم فدفعتها إليها وقلت أقيمي بها وجهك اليوم إلى أن نلتقي قال فأخذتها