أخبرني محمد بن مزيد عن حماد بن إسحاق عن أبيه أنه ذكر عاتكة بنت شهدة يوما فقال كانت أضرب من رأيت بالعود ولقد مكثت سبع سنين أختلف إليها في كل يوم فتضار بني ضربا أو ضربين ووصل إليها مني ومن أبي أكثر من ثلاثين ألف درهم بسببي دراهم وهدايا .
أخبرني يحيى بن علي بن يحيى عن أبيه عن إسحاق قال كانت عاتكة بنت شهدة أحسن خلق الله غناء وأرواهم وماتت بالبصرة .
وأمها شهدة نائحة من أهل مكة وكان ابن جامع يلوذ منها بكثرة الترجيع .
فكان إذا أخذ يتزايد في غنائه قالت له إلى أين يا أبا القاسم ما هذا الترجيع الذي لا معنى له عد بنا إلى معظم الغناء ودع من جنونك .
فأضجرته يوما بين يدي الرشيد فقال لها إني أشتهي علم الله أن تحتك شعرتي بشعرتك فقالت أخسأ قطع الله ظهرك ولم تعد لأذاه بعدها .
أخبرني حبيب بن نصر المهلبي قال حدثنا الزبير بن بكار قال قال لي علي ابن جعفر بن محمد دخلت على جواري المرواني المغنيات بمكة وعاتكة بنت شهدة تطارحهن لحنها .
( يا صاحبيّ دَعَا الملامةَ واعلمَا ... أنّ الهوى يَدَع الكِرامَ عَبيداَ ) .
فجعلت واحدة منهن تقول يدع الرجال عبيدا فصاحت بها عاتكة بنت شهدة ويلك بندار الزيات العاض بظر أمه رجل أفمن الكرام هو قال فكنت إذا مر بي بندار أو رأيته غلبني الضحك فأستحي منه وأخذ بيده وأجعل ذلك بشاشة حتى أورث هذا بيني وبينه مقاربة فكان يقول أبو الحسن علي بن جعفر صديق لي