الحسن بن جهور قال حدثني هشام بن الأحنف راوية بشار قال إني لعند بشار ذات يوم إذ أتته امرأة فقالت يا أبا معاذ عبدة تقرئك السلام وتقول لك قد اشتد شوقنا إليك ولم نرك منذ أيام فقال عن غير مقلية والله كان ذاك .
ثم قال لراويته يا هشام خذ الرقعة واكتب فيها ما أقول لك ثم ادفعه للرسول .
قال هشام فأملى علي .
( عبد إِنّي إليكِ بالأشواقِ ... لِتَلاقٍ وكيف لي بالتلاقي ) .
( أنا والله أشتهي سحرَ عينيْك ... وأخشى مَصَارعَ العشّاق ) .
( وأهاب الحَرْسيّ مُحتسِبَ الجُنْد ... يَلُفّ البريءَ بالفُسّاق ) .
ومما يغني فيه من شعر بشار في عبدة قوله .
صوت .
( لعبدة دارٌ تكلَّمنا الدارُ ... تَلُوح مَغانيها كما لاح أسطارُ ) .
( أُسائل أحجاراً ونُؤْياً مُهَدَّماً ... وكيف يُجيب القولَ نؤيٌ وأحجار ) .
( وما كلّمْتني دارهُا إذ سألتُها ... وفي كبدي كالنِّفْط شُبَّت به النار ) .
( وعند مَغَانِي دارها لو تكلّمت ... لمِكتئبٍ بادِي الصَّبابة أخبار ) .
الغناء لإبراهيم ثاني ثقيل مطلق في مجرى البنصر عن إسحاق وفيه لإبن جامع ثقيل أول عن الهشامي ومن هذه القصيدة .
صوت .
( تحمَّل جيراني فعيني لبَيْنهم ... تَفيض بتَهْتَانٍ إذا لاحتِ الدارُ )