شكاه يزيد وسأله أن يقتله فقال إذاتحقق قوله ولكن تبره وتحسن إليه فيستحي ويكف ويكذب نفسه .
فلم يقبل منه وجعله في صندوق ودفنه حيا .
فوقع بين رجل من زنادقة الشعوبية وبين رجل من ولد الوليد فخار خرجا فيه إلى أن أغلظا المسابة وذلك في دولة بني العباس فوضع الشعوبي عليهم كتابا زعم فيه أن أم البنين عشقت وضاحا فكانت تدخله صندوقا عندها .
فوقف على ذلك خادم الوليد فأنهاه إليه وأراه الصندوق فدفنه هكذا ذكر خالد بن كلثوم والزبير بن بكار جميعا .
وأخبرني علي بن سليمان الأخفش في كتاب المغتالين قال حدثنا أبو سعيد السكري قال حدثنا محمد بن حبيب عن ابن الكلبي قال عشقت أم البنين وضاحا فكانت ترسل إليه فيدخل إليها ويقيم عندها فإذا خافت وارته في صندوق وأقفلت عليه .
فأهدي للوليد جوهر له قيمة فأعجبه واستحسنه فدعا خادما له فبعث به معه إلى أم البنين وقال قل لها إن هذا الجوهر أعجبني فآثرتك به .
فدخل الخادم عليها مفاجأة ووضاح عندها فأدخلته الصندوق وهو يرى فأدى إليها رسالة الوليد ودفع إليها الجوهر ثم قال يا مولاتي هبيني منه حجرا فقالت لا يابن اللخناء ولا كرامة .
فرجع إلى الوليد فأخبره فقال كذبت يابن اللخناء وأمر به فوجئت عنقه ثم لبس نعليه ودخل على أم البنين وهي جالسة في ذلك البيت تمتشط وقد وصف له الخادم الصندوق الذي أدخلته فيه فجلس عليه ثم قال لها يا أم البنين ما أحب إليك هذا البيت