وتخرج إلى مال لها عظيم بالطائف وقصر كان لها هناك فتتنزه فيه وتجلس بالعشيات فيتناضل بين يديها الرماة .
فمر بها النميري الشاعر فسألت عنه فنسب لها فقالت ائتوني به فأتوها به فقالت له أنشدني مما قلت في زينب فامتنع عليها وقال تلك ابنة عمي وقد صارت عظاما بالية قالت أقسمت عليك بالله إلا فعلت فأنشدها قوله .
( تضوّع مسكاً بطنُ نعمان أنْ مشتْ ... ) .
الأبيات فقالت والله ما قلت إلا جميلا ولا ذكرت إلا كرما وطيبا ولا وصفت إلا دينا وتقى أعطوه ألف درهم .
فلما كانت الجمعة الأخرى تعرض لها فقالت علي به فأحضر فقالت له أنشدني من شعرك في زينب فقال لها أو أنشدك من شعر الحارث بن خالد فيك فوثب مواليها إليه فقالت دعوه فإنه أراد أن يستقيد لبنت عمه هات مما قال الحارث في فأنشدها .
( ظَعَن الأميرُ بأحسن الخَلْقِ ... وغَدَوْا بلبّك مَطْلَع الشَّرْقِ ) .
فقالت والله ما ذكر إلا جميلا ذكر أني إذا صبحت زوجا بوجهي غدا بكواكب الطلق وأني غدوت مع أمير تزوجني إلى الشرق وأني أحسن الخلق في البيت ذي الحسب الرفيع أعطوه ألف درهم واكسوه حلتين ولا تعد لإتياننا بعد هذا يا نميري .
أخبرني إسماعيل بن يونس الشيعي قال حدثنا عمر بن شبة عن إسحاق وأخبرني الحسين بن يحيى عن حماد عن أبيه