بالحاجة فدعا بالعود فغناه إياه فقال له لا والله ما هو هذا وقد خدعك فعاود الإحتيال عليه .
فبعثني إليه وبعث معي خمسين درهما فلما دخل إليه وأكلا وشربا قال له يحيى قد واليت بين دعواتك لي ولم تكن برا ولا وصولا فما هذا قالا شيء والله إلا محبتي للأخذ عنك والإقتباس منك فقال سرك الله فمه .
قال تذكرت الصوت الذي سألتك إياه فإذا ليس هو الذي ألقيت علي قال فتريد ماذا قال تذكر الصوت قال أفعل ثم اندفع فغناه .
( أَلْمِمْ بزينبَ إنّ البينَ قد أَفدَا ... قَلّ الثَواءُ لئن كان الرحيلُ غدا ) .
والغناء لمعبد ثقيل أول فقال له نعم فديتك يا أبا عثمان هذا هو ألقه علي قال العوض قال ما شئت قال هذا المطرف الأسود قال هو لك فأخذه وألقى عليه هذا الصوت حتى استوى له وبكر إلى إبراهيم فقال له ما وراءك قال قد فضيت الحاجة فدعا له بعود فغناه فقال خدعك والله ليس هذا هو فعاود الإحتيال عليه وكل ما تعطيه إياه ففي ذمتي .
فلما كان اليوم الثالث بعث بي إليه فدعوته وفعلنا مثل فعلنا بالأمس فقال له يحيى فمالك أيضا قال له يا أبا عثمان ليس هذا الصوت هو الذي أردت فقال له لست أعلم ما في نفسك فأذكره وإنما علي أن أذكر ما فيه زينب من الغناء كما التمست حتى لا يبقى عندي زينب البتة إلا أحضرتها فقال هات على اسم الله فقال اذكر العوض قلت ما شئت قال هذه الدراعة الوشي التي عليك قال فخذها والخمسين الدرهم فأحضرها فألقى عليه والغناء لمعبد ثقيل أول .
( لزينبَ طيفُ تعتريني طوارقُه ... هدوءاً إذا النجمُ ارجحنّت لواحقُه )