لمن هذا اللحن فقال له إسحاق لغناديس المديني فأقبل الرشيد على يحيى فقال له أكنت لقيت غناديس المديني قال نعم لقيته وأخذت عنه صوتين ثم غنى صوتا وقال هذا أحدهما .
فلما خرج حلف إسحاق بالطلاق ثلاثا وعتق جواريه أن الله ما خلق أحدا اسمه غناديس ولا سمع في المغنين ولاغيرهم وأنه وضع ذلك الإسم في وقته ذلك لينكشف أمره .
حدثني أحمد بن جعفر جحظة قال حدثني محمد بن أحمد بن يحيى المكي المرتجل قال غني جدي يوما بين يدي الرشيد .
صوت .
( هل هَيّجَتك مَغَانِي الحيّ والدُّورُ ... فاشتقْتَ إن الغريبَ الدارِ معذورُ ) .
( وهل يَحُلّ بنا إذ عيشُنا أَنِقُ ... بِيضُ أوانسُ أمثالُ الدُّمَى حُور ) .
والصنعة له خفيف ثقيل فسار إليه إسحاق وسأله أن يعيده إياه فقال نعم حبا وكرامة لك يابن أخي ولو غيرك يروم ذلك لبعد عليه وأعاده حتى أخذه إسحاق .
فلما انصرف بعث إلى جدي بتخت ثياب وخاتم ياقوت نفيس .
حدثني جحظة قال حدثني القاسم بن زرزور عن أبيه عن مولاه علي بن المارقي قال قال لي إبراهيم بن المهدي ويلك يا مارقي إن يحيى المكي غنى البارحة