( وَدِّعْ أُمَامةً حان منكَ رَحِيلُ ... إنّ الوداع لمن تحبّ قليلُ ) .
( مثلُ القَضيب تمايلتْ أعطافُه ) .
( فالريح تجذِب مَتْنه فيَميل ) .
( إنْ كان شأنكُم الدلال فإنه ... حَسَنٌ دلالكِ يا أميمَ جَميل ) .
فغناه إياه فلطم وجهه ثم خرج الدم من أنفه ووقع صريعا .
ومضى سياط وحمل الناس أبا ريحانة إلى الشمس فلما أفاق قيل له ويحك خرقت قميصك وليس لك غيره فقال دعوني فإن الغناء الحسن من المغني المطرب أدفأ للمقرور من حمام المهدي إذا أوقد سبعة أيام .
قال ووجه له سياط بقميص وجبة وسراويل وعمامة .
سياط يوصي بالمحافظة على غنائه .
أخبرني يحيى بن علي بن يحيى قال حدثني أبو أيوب المدني قال حدثني محمد بن عبد الله الخزاعي وحماد بن إسحاق جميعا عن إسحاق قال كان سياط أستاذ أبي وأستاذ ابن جامع ومن كان في ذلك العصر .
فاعتل علة فجاءه أبي وابن جامع يعودانه فقال له أبي أعزز علي بعلتك أبا وهب ولو كانت مما يفتدى لفديتك منها .
قال كيف كنت لكم قلنا نعم الأستاذ والسيد قال قد غنيت لنفسي ستين صوتا فأحب ألا تغيروها ولا تنتحلوها فقال له أبي أفعل ذلك يا أبا وهب ولكن أي ذلك كرهت أن يكون في غنائك فضل فأقصر عنه فيعرف فضلك علي فيه أو أن يكون فيه نقص فأحسنه فينسب إحساني إليك ويأخذه الناس عني لك قال لقد استعفيت من غير مكروه .
قال الخزاعي في خبره ثم قال لي إسحاق كان سياط خزاعيا وكان له زامر يقال له حبال وضارب يقال له عقاب .
قال حماد قال أبي أدركت أربعة كانوا أحسن الناس غناء سياط أحدهم قال وكان موته في أول أيام موسى الهادي