( وأَبكي فلا ليلَى بكتْ من صبابةٍ ... إليّ ولا ليلَى لذي الودّ تبذُلُ ) .
( وأخنع بالعُتْبَى إذا كنتُ مُذنِباً ... وإن أذنبت كنتُ الذي أتنصّل ) .
فقام إليها فقال يا سيدتي أعيدي فقالت مولاتي تنتظرني والقربة على ظهري فقال أنا أحملها عنك فدفعتها إليه فحملها وغنته الصوت فطرب فرمى بالقربة فشقها .
فقالت له الجارية أمن حقي أن أغنيك وتشق قربتي فقال لها لا عليك تعالي معي إلى السوق فجاءت معه فباع ملحفته واشترى لها بثمنها قربة جديدة .
فقال له رجل يا أبا ريحانة أنت والله كما قال الله D ( فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين ) فقال بل أنا كما قال الله يستمعون القول فيتبعون أحسنه ) .
أخبرني الحسين بن القاسم الكوكبي قال حدثني أبو العيناء قال قال إسحاق الموصلي بلغني أن أبا ريحانة المدني كان جالسا في يوم شديد البرد وعليه قميص خلق رقيق فمر به سياط المغني فوثب إليه وأخذ بلجامه وقال له يا سيدي بحق القبر ومن فيه غنني صوت ابن جندب فغناه .
( فؤادي رهينٌ في هَواك ومُهجتي ... تَذُوب وأجفاني عليك هُمولُ ) .
فشق قميصه حتى خرج منه وبقي عاريا وغشي عليه واجتمع الناس حوله وسياط واقف متعجب مما فعل .
ثم أفاق وقام إليه فرحمه سياط وقال له مالك يا مشؤوم أي شيء تريد قال غنني بالله عليك