فلما بلغها ما هو فيه لم تأته حتى مات .
فكان هبنقه القيسي أحد بني قيس بن ثعلبة واسمه يزيد بن ثروان يقول وكان محمقا وهو الذي تضرب به العرب المثل في الحمق لا يكون لي جمل أبدا إلا سميته ربيبا يعني أن ربيبا كان مباركا لقتله مهلهلا .
ذكر ذلك أجمع ابن الكلبي وغيره من الرواة والقصيدة الميمية التي فيها الغناء المذكورة بذكر أخبار المرقش يقولها في مرثية ابن عم له وفيها يقول .
( بل هل شجَتْك الظُّعْن باكرةً ... كأنها النخيلُ من مَلْهَم ) .
عشق المرقش الأكبر .
قال أبو عمرو ووافقه المفضل الضبي وكان من خبر المرقش الأكبر أنه عشق ابنة عمه أسماء بنت عوف بن مالك وهو البرك عشقها وهو غلام فخطبها إلى أبيها فقال لا أزوجك حتى تعرف بالبأس وهذا قبل أن تخرج ربيعة من أرض اليمن وكان يعده فيها المواعيد .
ثم انطلق مرقش إلى ملك من الملوك فكان عنده زمانا ومدحه فأجازه .
وأصاب عوفا زمان شديد فأتاه رجل من مراد أحد بني غطيف فأرغبه في المال فزوجه أسماء على مائة من الإبل ثم تنحى عن بني سعد ابن مالك .
ورجع مرقش فقال اخوته لا تخبروه إلا أنها ماتت فذبحوا كبشا وأكلوا لحمه ودفنوا عظامه ولفوها في ملحفة ثم قبروها .
فلما قدم مرقش عليهم أخبروه أنها ماتت وأتوا به موضع القبر فنظر إليه وصار بعد ذلك يعتاده ويزوره .
فبينا هو ذات يوم مضطجع وقد تغطى بثوبه وابنا أخيه يلعبان بكعبين لهما إذ اختصما في كعب فقال أحدهما هذا كعبي أعطانيه أبي من الكبش الذي دفنوه