ومحلوفي لا يمر بي رجل من بكر بن وائل منهزما إلا ضربته بسيفي .
وبرك يقاتل فسمي البرك يومئذ وكان أخوه عمرو بن مالك أيضا من فرسان بكر وهو الذي أسر مهلهلا التقيا في خيلين من غير مزاحفة في بعض الغارات بين بكر وتغلب في موضع يقال له نقا الرمل فانهزمت خيل مهلهل وأدركه عمرو بن مالك فأسره فانطلق به إلى قومه وهم في نواحي هجر فأحسن إساره ومر عليه تاجر يبيع الخمر قدم بها من هجر وكان صديقا لمهلهل يشتري منه الخمر فأهدى إليه وهو أسير زق خمر فاجتمع إليه بنو مالك فنحروا عنده بكرا وشربوا عند مهلهل في بيته وقد أفرد له عمرو بيتا يكون فيه فلما أخذ فيهم الشراب تغنى مهلهل فيما كان يقوله من الشعر وينوح به على كليب فسمع ذلك عمرو بن مالك فقال إنه لريان والله لا يشرب ماء حتى يرد ربيب يعني جملا كان لعمرو بن مالك وكان يتناول الدهاس من أجواف هجر فيرعى فيها غبا بعد عشر في حمارة القيظ فطلبت ركبان بني مالك ربيبا وهم حراص على ألا يقتل مهلهل .
فلم يقدروا على البعير حتى مات مهلهل عطشا ونحر عمرو بن مالك يومئذ نابا فأسرج جلدها على مهلهل وأخرج رأسه .
وكانت بنت خال مهلهل امرأته بنت المحلل أحد بني تغلب قد أرادت أن تأتيه وهو أسير فقال يذكرها .
( ظبْيةٌ ما ابنةُ المحلِّل شنْباءُ ... لعُوب لذيذةٌ في العِناقِ )