دخل ابن هرمة على المنصور وقال يا أمير المؤمنين إني قد مدحتك مديحا لم يمدح أحد أحداً بمثله قال وما عسى أن تقول في بعد قول كعب الأشقري في المهلب .
( براك اللهُ حين براك بحراً ... وفَجّر منك أنهاراً غِزاراً ) .
فقال له قد قلت أحسن من هذا قال هات فأنشده قوله .
( له لَحَظات عن حِفَافَيْ سَرِيره ... إذا كَرّها فيها عِقابٌ ونائلُ ) .
قال فأمر له بأربعة آلاف درهم .
فقال له المهدي يا أمير المؤمنين قد تكلف في سفره إليك نحوها فقال له المنصور يا بني إني قد وهبت له ما هو أعظم من ذلك وهبت له نفسه أليس هو القائل لعبد الواحد بن سليمان .
( إذا قيل مَنْ خيرُ مَنْ يُرتَجى ... لمُعترِّ فِهْرٍ ومحتاجِها ) .
( ومن يُعْجِل الخيلَ يومَ الوغى ... بإِلجامها قبلَ إسراجها ) .
( أشارت نساءُ بني غالب ... إليكَ به قَبْلَ ازواجها ) .
وهذه القصيدة من فاخر شعر ابن هرمة وأولها .
( أجارتَنا رَوِّحي نَعْمةً ... على هائم النفس مُهتاجِها ) .
( ولا خيرَ في وُدِّ مُسْتكرِهٍ ... ولا حاجةٍ دون إنضاجها ) .
يقول فيها يمدح عبد الواحد بن سليمان