وصنيعتك إن رأيت أن تأذن لي في الإنشاد قال هات فأنشده قوله .
( سَرَى ثوبَه عنك الصِّبا المتخايِلُ ... ) .
حتى انتهى إلى قوله .
( له لَحَظَاتٌ عن خِفَافَيْ سريره ... إذا كَرّها فيها عِقابُ ونائلُ ) .
( فأُمُّ الذي آمنتَ آمنةُ الرَّدَى ... وأمُّ الذي خوَّفتَ بالثُّكل ثاكل ) .
فقال له المنصور أما لقد رأيتك في هذه الدار قائما بين يدي عبد الواحد بن سليمان تنشده قولك فيه .
( وجدنا غالباً كانت جَناحاً ... وكان أبوك قادمةَ الجنَاحِ ) .
قال فقطع بإبن هرمة حتى ما قدر على الإعتذار فقال له المنصور أنت رجل شاعر طالب خير وكل ذلك يقول الشاعر وقد أمر لك أمير المؤمنين بثلثمائة دينار .
فقام إليه الحسن بن زيد فقال يا أمير المؤمنين إن ابن هرمة رجل منفاق متلاف لا يليق شيئا فإن رأى أمير المؤمنين أن يأمر له بها يجرى عليه منها ما يكفيه ويكفي عياله ويكتب بذلك إلى أصحاب الجاري أن يرجيها عليهم فعل فقال افعلوا ذلك به .
قال وإنما فعل به الحسن بن زيد هذا لأنه كان مغضبا عليه لقوله يمدح عبد الله بن حسن .
( ما غَيّرتْ وجهَه أمٌّ مُهجَّنة ... إذا القَتامُ تَغَشَّى أَوْجُهَ الهُجُنِ ) .
حدثني يحيى بن علي بن يحيى وأخبرنا ابن أبي الأزهر وجحظة قالا حدثنا حماد بن إسحاق عن أبيه قال يحيى بن علي في خبره عن الفضل بن يحيى ولم يقله الآخران