شاء الله .
فوالله لإني لأخاطبه فإذا بثلاثة فتية قد خرجوا كأنهم الأشطان فسلموا عليه فاستدنى الأكبر منهم فهمس إليه بشىء دوني ودون أخويه فمضى إلى البيت ثم رجع فجلس إليه فكلمه بشىء دوني ثم ولى فلم يلبث أن خرج ومعه عبد ضابط يحمل عبئا من الثياب حتى ضرب به بين يدي ثم همس إليه ثانية فعاد وإذا به قد رجع ومعه مثل ذلك فضرب به بين يدي فقال لي عبد الواحد ادن يا أبا إسحاق فإني أعلم أنك لم تصر إلينا حتى تفاقم صدعك فخذ هذا وارجع إلى عيالك فوالله ماسللنا لك هذا إلا من أشداق عيالنا ودفع إلي ألف دينار وقال لي قم فارحل فأغث من وراءك فقمت إلى الباب فلما نظرت إلى ناقتي ضقت فقال لي تعال ما أرى هذه مبلغتك يا غلام قدم له جملي فلانا فوالله لقد كنت بالجمل أشد سرورا مني بكل ما نلته فهل تلومني أن أغص حذار سخط هذا بالقراح والله ما أنشدته ليلتئذ بيتا واحدا .
شعره في مدح المنصور .
أخبرني محمد بن خلف وكيع قال حدثني هارون بن محمد بن عبد الملك الزيات قال حدثني محمد بن عمر الجرجاني قال حدثني عثمان بن حفص الثقفي قال حدثني محمد بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين صلى الله عليه قال دخلت مع أبي علي على المنصور بالمدينة وهو جالس في دار مروان فلما أجتمع الناس قام ابن هرمة فقال يا أمير المؤمنين جعلني الله فداءك شاعرك