قد سلط على الشعر من حماد الراوية ما أفسده فلا يصلح أبدا .
فقيل له وكيف ذلك أيخطىء في روايته أم يلحن قال ليته كان كذلك فإن أهل العلم يردون من أخطأ إلى الصواب لا ولكنه رجل عالم بلغات العرب وأشعارها ومذاهب الشعراء ومعانيهم فلا يزال يقول الشعر يشبه به مذهب رجل ويدخله في شعره ويحمل ذلك عنه في الآفاق فتختلط أشعار القدماء ولا يتميز الصحيح منها إلا عند عالم ناقد وأين ذلك .
أخبرني رضوان بن أحمد الصيدلاني قال حدثنا يوسف بن إبراهيم قال حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن المهدي قال حدثني السعيدي الراوية وأبو إياد المؤدب وكان مؤدبي ثم أدب المعتصم بعد ذلك وقد تعالت سنه وحدثني بنحو من ذلك عبد الله بن مالك وسعيد بن سلم وحدثني به ابن غزالة أيضا واتفقوا عليه أنهم كانوا في دار أمير المؤمنين المهدي بعيساباذ وقد اجتمع فيها عدة من الرواة والعلماء بأيام العرب وآدابها وأشعارها ولغاتها إذ خرج بعض أصحاب الحاجب فدعا المفضل الضبي الراوية فدخل فمكث مليا ثم خرج إلينا ومعه حماد والمفضل جميعا وقد بان في وجه حماد الإنكسار والغم وفي وجه المفضل